مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم

 

Sultanate of Oman
Diwan of Royal Court
Sultan Qaboos Higher Centre for Culture and Science


أولاً : التعليم

أولت سلطنة عُمان اهتماما خاصًا بقطاع التعليم، الذي شهد تطورا نوعيًا ملحوظا خلال الأربعين سنة الأخيرة على مستوى التّعليم المدرسي والتّعليم العالي، بحيث يتمّ من خلاله إكساب المُتعلم المهارات اللازمة التي تمَكنه من الاتصال والتعايش مع مستجدات الحياة في القرن الحادي والعشرين. وفيما يلي أهمّ المشاريع والمبادرات التي نفذتها وتنفذها مختلف المؤسسات المتعلقة بالتعليم بسلطنة عُمان، والتي تَدعم وتُعزز بشكل أو بآخر أهداف مبادرة تحالُف الحضارات:

المشاريع والبرامج المستمرة:

تقوم سلطنة عُمان بتنفيذ الكثير من المشاريع والبرامج في مجال التّعليم والتي تتصف بالاستمرارية حيث ينفذ بعضها بشكل سنوي وبعضها الآخر كل سنتين وهي كالآتي:

  • كراسي السلطان قابوس في الجامعات العالمية

تُعدّ الكراسي البحثية والزمالات العلميّة التي خصصها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـــ حفظه الله ورعاه ـــ في عدد من الجامعات العالمية المرموقة منابر للمعرفة تعكس جهود السلطنة في دعم الدراسات العلمية والبحثية العالمية بما يسهم في تطوّر التراث العلمي العالمي الذي ينتفع منه كل البشر.

تتنوع هذه الكراسي البحثية في تخصصاتها وأهدافها، فمنها ما يهتم بالدراسات العربية والإسلامية، ومنها ما يتعلّق بالعلوم الحديثة والتكنولوجيا المعاصرة، ومنها ما يهتمّ بالعلاقات الدولية والعلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها. (ملحق ـــ 1)

تسعى كراسي السلطان قابوس ـــ على اختلاف تخصصاتها وأهدافها ـــ إلى إيجاد أرضية خصبة من الحوار مع الآخر، وتعكس دور سلطنة عمانفي بناء حوار الحضارات بهدف إثراء التفاعل الثقافي والتأسيس لعرى مستدامة من الصداقة والتآزر بين الأمم، خدمةً للوفاق والسلام العالميين.

  • التبادل الطلابي الثّقافي

لا يقتصر التبادل الطلابي على العملية التعليمية المنهجية، وإنما يرافق ذلك نقل للثقافة والتاريخ وكافة أوجه التنوع والتبادل الثقافي بين شعوب العالم. ويتم ذلك من خلال الزيارات الثقافية التي يقوم بها الطلبة المجيدون والمتفوقون من جامعة السلطان قابوس وكليات العلوم التطبيقية إلى عدد من الدول الشقيقة والصديقة وذلك بمكرمة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه.

تُعَد هذه الزيارات عاملًا مهمًا في نقل الثقافة من وإلى سلطنة عُمان، حيث يتمّ استغلال مثل هذه الزيارات للاطلاع على ثقافات الحضارات المختلفة مع نقل الصورة الحضارية لعمان في الوقت ذاته. وكانت الرحلات الطّلابية - منذ انطلاقتها- رافدًا مُهمًا لفكر وثقافة الطّلبة بما تُمَثله من نقطة تَحوُّل في حياتهم من حيث التجربة الحيّة لواقع الحياة في الدول التي يزورونها، وبما تحمله تجربة السفر بحدّ ذاتها من أهميّة في تشكيل أرضية وقاعدة ومدخل لمزيد من المعرفة، والاطّلاع على تجارب الشعوب والدول في كافة مناحي الحياة المختلفة، وتنمية أواصر التقارب والتواصل والتفاعل بينهم وبين شعوب العالم بمختلف حضاراتهم وأديانهم.

  • التبادل الطلابي الأكاديمي

تبعث سلطنة عمان طلابها لجامعات العالم وذلك بهدف تبادل الخبرات والاحتكاك بالشعوب الأخرى من أجل صنع تواصل حضاري إيجابي في العلوم والفنون المختلفة، وليستفيد الدارسون العمانيون من التجارب العالمية. كما تسعى السلطنة للتعاون مع جامعات العالم من أجل تدريب وتأهيل بعض طلابها في مجالات مختلفة مثل الطب والهندسة وغيرها.

  • ارتباط المؤسسات التعليمية العُمانية بالجامعات الدولية

ترتبط المؤسسات الأكاديمية العُمانية بجامعات عالمية، وذلك للإفادة من التجارب العملية والخبرة الطويلة لهذه الجامعات والكليات، فعلى سبيل المثال ترتبط جامعة السلطان قابوس بعلاقات تعاون وثيقة مع المؤسسات العلمية الروسية واليابانية والإيرانية والصينية والأوروبية والأمريكية. كما أن بعض الجامعات العُمانية الخاصة ترتبط أكاديمياً مع مؤسسات تعليمية عالمية. ويُسهم كلّ ذلك بالتأكيد في تعزيز أواصر التفاهم بين الشعب العماني وشعوب تلك الدول وتبادل الثقافات فيما بينهم.

  • تضمين المناهج والمقررات الدراسية مفاهيم ومبادئ التسامح والاحترام المتبادل وأسس ثقافة الحوار مع الآخر

تتضمن المناهج والمقررات والمواد الدراسية لجميع مؤسسات التعليم المدرسي والتعليم العالي عديدًا من الدروس التي تهدف إلى تعريف المُتَعَلم بالثقافات الأخرى وغرس قيم التعايش السلمي والتعاون بين أمم وشعوب العالم. كما تعتمد طرائق التعليم والتعلم على تدريب المُتَعَلم على التعاون واحترام آراء ومعتقدات الآخرين.

  • اتفاقية التعاون بين معهد العلوم الشرعية وجامعة كامبريدج

تقضي هذه الاتفاقية بالتعاون المشترك بين المؤسستين فيما يتعلق بالحوار بين الأديان. وسوف تساهم بذلك في إيجاد مناخ تنمو فيه لغة القواسم المشتركة والأفكار الداعمة لتقارب الثقافات والأديان من خلال برامج الزيارات والمناشط المشتركة بين الجانبين.

  •  المنح المُقدّمة لطلاب الدول الأخرى

في إطار التبادل الثقافي والتقارب القائم على أسس معرفية متينة، تقوم بعض المؤسسات التعليمية العمانية بتقديم منح دراسية لطلاب من مختلف دول العالم، ومن ذلك المنح الدراسية التي يقدمها معهد العلوم الشرعية للطلبة غير العمانيين من مختلف الجنسيات. كما يقدم مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية منحاً دراسيةً لطلاب من آسيا وأفريقيا للدراسة في السلطنة في معاهد العلوم الإسلامية التابعة له.

  • برامج تعليم اللغات للناطقين بغيرها

تهدف هذه البرامج إلى مد جسور التواصل وتبادل المعارف والخبرات، وتستهدف الطلاب الناطقين بلغات أخرى غير لغاتهم الأم، والتي يَدْرُسونها في إطار التبادل الثقافي والعلمي بين السلطنة ودول العالم. يأتي ذلك ضمن حرص سلطنة عُمان على الانفتاح على كل شعوب العالم لتبادل المعارف والخبرات، واستثمارًا لوجود خبرات على أرض السّلطنة من مختلف دول العالم وهي في حاجة ماسة لتعلم لغات مختلفة تحقيقًا للتواصل الفعّال. ومن البرامج المنفذّة في هذا المجال:

  • برنامج تعليم اللّغة العربية للناطقين بغيرها في كليّة العلوم التطبيقيّة بالرستاق

    يهدف هذا البرنامج السّنوي إلى مدّ جسور التواصل وتبادل المعارف والخبرات والثّقافات، وقد بدأ البرنامج باستقبال وفد طلابي ماليزي قام بزيارة إلى الســـلطنة في الفــــــترة من 23/5-20/6/2009م بدعوة من وزارة التعليم العالي في ســلطنة عُمـان. وقد تمّ إعداد برنامج متكامل لفترة الزيارة، اشتمل على جانبين: صفّ لتعليم اللغة العربية مدته 84 ساعة تم تنفيذها بمعهد اللّغات في كلية العلوم التطبيقية بالرستاق، وصفّ يهدف إلى تعزيز اكتساب المهارات اللغوية وإيجاد فرص للممارسة اللغة العربية في مواقف اتصال طبيعية من خلال الزيارات والرحلات المختلفة.

  • تنظيم دورات صيفية لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها

ينظّم مركز السلطان قابوس للثقافة بواشنطن سنوياً، بالتعاون مع بعض المؤسسات الأمريكية المختصة، مدرسةً صيفية لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها يتمّ عقدها في إحدى المؤسسات التعليمية في السلطنة. تستهدف هذه المدرسة طلاّبًا من دولٍ أجنبية متعدّدة ومن ديانات وثقافات مختلفة لديهم الاهتمام والرغبة في دراسة اللغة العربية. وقد تمّ تنظيم أول مدرسة صيفية في العام 2009م في جامعة ظفار في جنوب السلطنة، وفي العام 2010 في جامعة نزوى في وسط عُمان.

  • تدريس اللغة العربية لعدد من ضباط الشرطة اليابانيين

في إطار التعاون والتنسيق بين شرطة عمان السلطانية والشرطة اليابانية، استضافت شرطة عمان السلطانية وعلى مدى ثلاثة أعوام عدداً من الضباط من الشرطة اليابانية لدراسة اللغة العربية والاطلاع على الثقافة العُمانية.

  • تدريس اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها

يتمّ تدريس اللغة الإنجليزية كمادة أساسيّة للطلاب بسلطنة عمان منذ صفوف التعليم قبل المدرسي، بالإضافة إلى استخدامها لغةً وسيطة للتعليم في العديد من مؤسسات التعليم العالي العُمانية، وبشكلٍ خاص في التخصصات العلمية والتطبيقية. ونظراً لما للغة الإنجليزية من أهمية عالمية ومحلية وذلك بحُكم استخدامها بشكلٍ واسع في التواصل والمعاملات اليومية، يوجد بسلطنة عمان العديد من المعاهد والمؤسسات التي تُعنى بتدريس اللغة الإنجليزية ومنها على سبيل المثال لا الحصر المجلس الثقافي البريطاني  ومؤسسة أميديست (Amideast) الأمريكية، واللذان ينظمان العديد من النشاطات والفعاليات الثقافية بالتعاون مع الجهات والمؤسسات المحلية المعنية. كما يوجد عدد كبير من المعاهد المتخصصة الأخرى التي تقدم دورات في تعليم اللغة الإنجليزية على مدار العام.

  • تدريس اللغة الفرنسية لغير الناطقين بها

يُقدم المركز العماني الفرنسي، الذي تمّ تأسيسه عام 1979 بإشراف وتمويل من السفارة الفرنسية بمسقط ووزارة التربية والتعليم بسلطنة عُمان، دورات في اللغة الفرنسية على مدار العام للراغبين في تعلمها. و يستقبل المركز في مسقط وفي فرعيه بولايتي صحار وصلالة أكثر من (500) طالبٍ في الدورة الواحدة. ويقوم المركز في المقابل بتدريس اللغة العربية للأجانب المقيمين في السلطنة مما يحقق نوعاً من التبادل الثقافي. كما يتمّ تدريس اللغة الفرنسية في بعض مؤسسات التعليم العالي في السلطنة كجامعة السلطان قابوس وبعض الجامعات والكليات الخاصة.

  • تدريس اللغة الألمانية لغير الناطقين بها

يلقى تعلّم اللغة الألمانية إقبالاً متزايداً من قبل العمانيين بخاصةٍ أولئك الراغبين بمواصلة تعليمهم في الجامعات الألمانية. وتوجد في السلطنة العديد من المؤسسات التعليمية التي تقدم دورات في اللغة الألمانية منها الجامعة الألمانية للتكنولوجيا ومعهد جوته لتعليم اللغة الألمانية. كما يتمّ تدريس اللغة الألمانية في عددٍ من مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة مثل كلية عمان للسياحة وجامعة السلطان قابوس. وتزمع وزارة التربية والتعليم إدخال مادتي اللغة الفرنسية والألمانية ضمن الخطة الدراسية كمواد اختيارية للصفين الحادي عشر والثاني عشر.

  •  تسجيل طلاّب (موظفي المؤسسات الحكومية والخاصة بالسلطنة) في دوراتٍ تدريبية طويلة لتعلم اللغات الأخرى

 تقوم الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة بتسجيل عدد من موظفيها في دورات تدريبية لتعلم لغات مختلفة كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية وغيرها بهدف تسهيل نقل المعارف والعلوم وتمكين العمانيين من الاستفادة من تجارب تلك الدول في مختلف المجالات وتبادل الثقافات والحوار معهم.

  •  المدارس العمانية المنتسبة لليونسكو

حرصت سلطنة عمان على الانضمام إلى المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) التي انضمت إليها السلطنة عام 1972م وأسهمت في نشاطاتها واستفادت من برامجها ومشروعاتها في تطوير منظومة التعليم، والنهوض به لتجويد مخرجاته. ويأتي مشروع المدارس المنتسبة لليونسكو خير برهان على ذلك التعاون المثمر في قطاع التربية والتعليم مع هذه المنظمة، علماً بـأن هذه المدارس لا تختلف عن المدارس العمانية الأخرى في مناهجها أو نظام عملها، إلا في الأنشطة المنهجية ذات الأبعاد والمفاهيم الدولية والتي تهدف إلى تعزيز التواصل والتعاون مع المدارس الأخرى المنتسبة لليونسكو على الصعيدين المحلي والعالمي من خلال العمل في مشاريع مشتركة ذات طابع إنساني، إضافةً إلى برامج تبادل الطلاب والأساتذة بهدف التعاون الثقافي وترسيخ مبدأ التعايش مع الآخر.

  • تبادل الزيارات بين المدارس العُمانية والمدارس الدولية

يتمّ تطبيق برنامج على مدار العام الدراسي، يُعنى بتنظيم الزيارات واللقاءات المتبادلة بين المدارس العُمانية والمدارس الدولية الموجودة بالسلطنة، ويتمّ من خلاله تواصل التربويين من مختلف الجهات التابعة للوزارة والأساتذة والطلاب العُمانيين مع أساتذة وطلاب مدارس الدول الأخرى مثل (بريطانيا وأمريكا والهند وباكستان وسريلانكا وفرنسا وغيرها)؛ وذلك بهدف تبادل الأفكار والخبرات والمعارف حول قضايا تربوية محددة والاطلاع على ثقافة الآخرين إلى جانب تعزيز العلاقات الإيجابية بين المشاركين في البرنامج.

  •  مشروع التوأمة بين المدارس العُمانية والمدارس الألمانية المنتسبة لليونسكو

مشروع "التوأمة" هو ثمرة من ثمار التعاون المشترك بين عدد من المدارس العُمانية وعدد من المدارس الألمانية المنتسبة لليونسكو. يهدف المشروع إلى تعزيز الصلات وتقوية الروابط بين طلاب وأساتذة المدارس المنتسبة لليونسكو في بلدين مختلفين في نفس المرحلة التعليمية من خلال التواصل بينهم والتعرف على ثقافات وتراث وعادات وتقاليد الشعوب الأخرى وتطوير المهارات الاجتماعية والثقافية عن طريق تنفيذ عدد من المشاريع والبرامج المشتركة بينهم في أحد المجالات والمواضيع التي تُركز عليها شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو وهي القضايا العالمية مثل قضايا البيئة والتراث والتبادل الثقافي.

  • المشروع المشترك بين منظمة اليونسكو ومنظمة لايف لنك "Life Link"

شاركت المدارس العمانية المنتسبة لليونسكو  في المشروع الإقليمي التجريبي المشترك بين منظمة اليونسكو ومنظمة لايف لنك "Life Link" السويدية ووزارة التربية والتعليم واللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم حول "ثقافة الاهتمام". يهدف هذا المشروع إلى تشجيع المشاركين على تنفيذ مشاريع صغيرة من أجل دعم ثلاثة أبعاد رئيسية للسلام ألا وهي "الاهتمام بالنفس" و "الاهتمام بالآخرين" و "الاهتمام بالطبيعة" ، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للشباب للعب دور فعال من خلال نشر ثقافة الاهتمام وحماية وصون البيئة وإشراك المجتمع المدني من أولياء أمور ومؤسسات للعب دور حيوي في دعم التنمية المستدامة. شاركت في هذا المشروع أكثر من (50) مدرسة عربية إلى جانب (50) مدرسة أوروبية. ونظرًا للنتائج الإيجابية والجيدة للمشروع بشكله التجريبي، قررت منظمة اليونســــكو ومنظمة لايف لنك "Life Link" تطبيق المشروع مرة أخرى ولمدة ثلاثة أعوام وذلك سعياً من المشرفين على المشروع لإعطاء الفرصة لاشتراك عدد أكبر من الطلاب في المدارس المنتسبة لليونسكو حول العالم. ويُركز المشروع خلال الأعوام 2009- 2011م في شكله الجديد الذي يُعد استكمالاً للمشروع التجريبي على ثلاثة مواضــــيع هي: "ثقافة السلام" و "الماء كمصدر للحياة" و " الاستدامة وحياتنا اليومية".

  • ربط الصفوف الدراسية بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني (Connecting Classrooms)

يهدف المشروع إلى تشجيع الحوار بين الثقافات من خلال إرساء شراكة بين مجموعة مدارس الشرق الأوسط ومدارس من المملكة المتحدة ضمن الفئة العمرية (11ـــ 14 سنة).

  •  المشاركة في شبكة المصادر التربوية العالمية (IEARN)

انضمت السلطنة ممثلة في وزارة التربية والتعليم إلى شبكة المصادر التربوية العالمية (IEARN)، وذلك بهدف دعم التعليم عن طريق المشاريع من خلال مشاركة الأساتذة والطلاب في السلطنة في مشاريع مشتركة مع طلاب وأساتذة من دول أخرى عن طريق شبكة المعلومات العالمية. عادةً ما تكون هذه المشاريع هادفة، فهي تخدم المجتمع وتساعد على تعزيز الروابط بين الأطفال والشباب من مختلف أنحاء العالم.

  •  مشروع السلام

يهدف المشروع إلى نشر ثقافة السلام بين الطلاب الذين يقومون خلاله بعدد من الفعاليات قبل الاحتفال باليوم العالمي للسلام، حيث يقوم عدد كبير من طلاب المدارس عادةً برسم لوحة كبيرة يعبرون فيها عن آرائهم حول السلام، ويتمّ عرضها في إحدى المدارس المنتسبة لليونسكو. كما وتقوم إحدى مدارس السلطنة من خلال هذا المشروع بدعوة عدد من المدارس الدولية الموجودة في المنطقة للمشاركة في برنامج طوال يوم كامل يشتمل على مسابقات رسم وعروض تقديمية ومسرحيات.

  • تنظيم المؤتمرات العلمية الدولية

تقوم السلطنة باستضافة مؤتمرات دولية يشارك فيها خبراء تربويون من شتى أنحاء العالم لمناقشة أهم القضايا العلمية والأدبية والفنية والتاريخية التي تساعد على بلورة آراء تنفع البشرية وتقرّب وجهات النظر. وتعدّ مثل هذه المؤتمرات من الجوانب المهمة للتقارب بين الثقافات والحضارات كونها تمثّل مساحة كبيرة للحوار بين مختلف أطياف المعرفة. نذكر من ذلك المشاركة في "الحوار العربي ــ الصيني" ومؤتمر اللغات الذي يعقد سنوياً بجامعة السلطان قابوس منذ العام 2001م. كما وتحرص جامعة السلطان قابوس وغيرها من المؤسسات التعليمية والثقافية الأخرى على المشاركة الفعالة إقليمياً وعالمياً والمساهمة المستمرّة في التطوير المستمرّ في المجالات العلمية والإنسانية.

  •  المشاريع والبرامج الأخرى:

هناك العديد من المشاريع والبرامج غير المستمرّة التي نفذت ، وهي تتواءم مع أهداف مبادرة تحالف الحضارات في مجال التعليم وهي كالتالي:

  • دراسة طلاب من جامعات أمريكية وأوروبية وآسيوية بجامعة السلطان قابوس

تتلخص فكرة البرنامج ـــ الذي سيتمّ البدء بتطبيقه مع بداية العام الجامعي 2010/2011م ـــ في التنسيق مع جامعات أمريكية وأوروبية وآسيوية لترشيح طلبة مجيدين بها في تخصصات علمية وأدبية مختلفة للدراسة بجامعة السلطان قابوس لمدة فصل دراسي كامل (الفصل الأول) وذلك كنوع من برامج التبادل التربوي والثقافي. وسوف يعيش الطلبة خلال فترة وجودهم بالسلطنة الأجواء التعليمية والثقافية بالجامعة. كما سيتمّ إعداد برامج خاصة لهم لزيارة مناطق السلطنة وذلك في فترة الإجازات الرسمية وإجازات نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى حضورهم لبعض الفعاليات والمهرجانات الثقافية التي تُقام بالسلطنة خلال فترة دراستهم بالجامعة.

  • مسابقة موندي لوجو العالمية

شاركت المدارس العُمانية المنتسبة لليونسكو في مسابقة الموندي لوجو العالمية للمدارس الثانوية التي أطلقتها شركتا دايملير وكرايسلر في أكتوبر 2003م بالتعاون مع منظمة اليونسكو، وذلك من أجل تعزيز الحوار والتبادل بين الثقافات بهدف تعزيز مبدأ "التعلم من أجل العيش معاً بسلام". انطلقت هذه المسابقة، التي تستهدف فئة الطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18 سنة من جميع أنحاء العالم للتحاور وتبادل الثقافات ومد جسور التوافق والانسجام مع الأطراف الأخرى، في العام الدراسي 2003/2004م، ولاقت نجاحاً كبيراً بمشاركة ما يقارب (1500) فريقاً و(25000) طالباً وطالبةً من (26) دولة في العالم.

  • ملتقى " التواصل والتسامح"

يهدف الملتقى إلى تشجيع التواصل مع الآخرين ونشر ثقافة التسامح. ويتضمّن برنامج الملتقى الكثير من الفعاليات والبرامج لطلاب المدارس من أهمها المعرض الفني الذي يشتمل على أركان مختلفة بها لوحات تتحدث عن السلام والتسامح من منظور الطلاب المشاركين وتشجع على التعايش مع العالم والأصدقاء والبيئة والنفس والأسرة. وقد قام الطلاب المشاركون في الملتقى في دورته الأخيرة بإعداد المجلات والكتيّبات التي تعكس عنوان الملتقى. كما تمّ إلقاء محاضرة حول التواصل والتسامح الأسري وذلك بهدف تعريف الطلاب بدور التواصل والتسامح في تحقيق الصحة النفسية. وعلى هامش الملتقى قام عدد من الطلاب بزيارة إلى المدارس الأجنبية في المنطقة وذلك بهدف التعريف بالثقافة العمانية والتعرف على ثقافة الآخرين.

  • ورشة التعليم من أجل التنمية المستدامة

نفذت اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم في الفترة من 8 إلى 12 نوفمبر 2008م ورشةً حول "التعليم من أجل التنمية المستدامة في عالم من التنوع الثقافي" بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومع منظمتي اليونسكو والأيسيسكو واللجنة الوطنية الألمانية لليونسكو واللجنة الوطنية الكويتية للتربية والثقافة والعلوم، وذلك في إطار عقد الأمم المتحدة للتربية من أجل التنمية المستدامة لطلاب المدارس المنتسبة لليونسكو. شارك في الورشة حوالي (100) طالب وطالبة وأستاذ من المدارس المنتسبة لليونسكو من مختلف الدول العربية والأوروبية. وقد هدفت الورشة إلى تعزيز التعليم من أجل التنمية المستدامة والمساهمة في تعزيز التفاهم المتبادل بين الطلاب من مختلف الثقافات العربية والأوروبية وخاصةً ألمانيا والدنمارك، والمضي قدماً في تنمية المشاريع القائمة بين المدارس وإنشاء مشاريع وأنشطة مشتركة جديدة بين هذه المدارس في إطار العمل على تعزيز عقد الأمم المتحدة للتربية من أجل التنمية المستدامة ودعم الحوار العربي الأوروبي.